Page 108 - web
P. 108
مقالات وأراء
جنوب الصومال ،وأثبتت قدرتها على تنفيذ عمليات المهاجمين المعرضين للتأثر برسائله .وتجلت قدرة المصالح الأميركية ،لكنهما حالياً أكثر فاعلية في
ناجحة في أرجاء المنطقة ،بما فيها ضد جنود التنظيم على إثارة العنف من خلال مناصريه ،بعد السعي إلى تنفيذ العمليات ضد الخصوم الإقليميين
هجوم نفذه أحدهم في أوسلو في يونيو (حزيران) والمحليين ،نتيجة لجهود الولايات المتحدة وشركائها
أميركيين. العام الماضي ،أودى بحياة شخصين وأصاب 21 في مكافحة الإرهاب خلال الـ 15عاماً الماضية التي أدت
كما حذر من أن تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» آخرين ،كما ساعدت بعض الجماعات المؤيدة دوراً حاسماً في إضعاف قدرة هاتين الجماعتين،
المتمركز في الشرق الأوسط واليمن يخطط هو الآخر لـ«داعش» في تعزيز وجوده الإعلامي عبر «إنشاء وتعطيل القادة والعناصر ذوي الخبرة ،وفرض
لعمليات في الغرب وضد مصالح الولايات المتحدة دعايات بلغات متعددة وأرشفتها وترجمتها
وحلفائها ،رغم الضغوط الكبيرة التي واجهها نتيجة ونشرها على الإنترنت» .ونشرت إحدى هذه ضغط مستمر على فروعها الرئيسة.
عمليات مكافحة الإرهاب في السنوات الأخيرة ،إذ الجماعات الداعمة لـ«داعش ولاية خراسان» مواد ومع ذلك ،ما زال تنظيم «داعش» بحسب التقييم
نشر فرع التنظيم في يونيو (حزيران) ،2021العدد إعلامية باللغة الإنجليزية ركزت على نزع الشرعية الأميركي حاضراً في سوريا والعراق ،حيث يتمتع
السادس من دليل «إنسباير غايد» (Inspire بقيادة مركزية قد تمكنه من تشكيل تهديد عالمي
)Guideالذي يوفر إرشادات متعلقة بالعمليات عن الولايات المتحدة ونقد حركة «طالبان». للمصالح الأميركية والغربية ،وللسكان المحليين
وحذر التقييم من أن «داعش» يستغل الضغوط على حد سواء ،فعلى الرغم من خسارة «داعش»
للمهاجمين المحتملين ضد المصالح الأميركية. المحلية غير المتكافئة لمكافحة الإرهاب في إفريقيا أكثر من 10من كبار قادته خلال السنوات الثلاث
لتوسيع وجوده ،وتطوير قدرات جديدة خارج الماضية ،فإنه ما زال يقود «تمرداً منخفض المستوى
معاقله التقليدية في شمال وغرب إفريقيا ،مشيراً في العراق وسوريا منذ الهزيمة الإقليمية التي لحقت
إلى أن توسع الجماعة في موزمبيق بشكل متزايد به في عام ،2018ويترأس شبكة عالمية متماسكة
يهدد مشاريع الطاقة التي يقودها الغرب هناك، سمحت للتنظيم بالحفاظ على نفوذه ،وأتاحت له
في حين «تظهر علامات نفوذ (داعش) في جمهورية في بعض المناطق مثل إفريقيا توسيع نطاق التجنيد
الكونغو الديمقراطية وجنوب أفريقيا ودول أخرى
في المنطقة جاذبيته المتزايدة في جميع أنحاء القارة». والعمليات».
وتأكيداً على استمرار تهديد «داعش» ،أشار المركز
مستقبل تنظيم «القاعدة» الأميركي لمكافحة الإرهاب إلى تعيين التنظيم بسهولة
ونوه التقرير بالغارة التي قتلت زعيم تنظيم زعيماً جديداً في فبراير (شباط) العام الماضي ،بعد
«القاعدة» أيمن الظواهري ،في يوليو (تموز) الماضي في الغارة التي أسفرت عن مقتل الزعيم السابق أبو
كابول ،واعتبرتها «ضربة إستراتيجية ورمزية مهمة» إبراهيم القرشي ،وقبول عناصر التنظيم الزعيم
قضت على الرجل الذي قاد التنظيم لأكثر من عقد الجديد من دون ظهور بوادر انقسام أو تفكك
من الزمن ،وسعى إلى تعزيز الترابط عبر فروعه داخل فروع وشبكات التنظيم على رغم القيود التي
الإقليمية .وعلى رغم مرور ستة أشهر على مقتل
الظواهري ،فإن الجماعة لم تعلن عن خليفته ،وهو يواجهها في العراق وسوريا.
ما فتح الباب لتكهنات تراوحت ما بين الانقسام بين ولفت إلى أنه حتى في ظل القيادة الجديدة ،ما زال
تنظيم «داعش» «ملتزماً بتحقيق هدفه الطويل
القادة ومخاوف الخليفة المقبل من التصفية. الأجل المتمثل في إقامة خلافة إسلامية ،ويواصل
وأشار تقييم حال الإرهاب إلى أن كثيراً من قدامى استغلال المناطق التي تضعف فيها سلطة الدولة في
القادة المتبقين في التنظيم يقيمون في إيران، العراق وسوريا ،حيث ينشط حالياً كجهة متمردة
وأبرزهم سيف العدل وعبدالرحمن المغربي ،اللذان سرية» .وأضاف «في هذا العام ،أعطى تنظيم
ربما يستمران في تقديم التوجيه الأيديولوجي (داعش) الأولوية لمهاجمة مركز اعتقال في شمال
والإستراتيجي للشبكة العالمية ،لافتاً إلى أن القادة شرقي سوريا يضم قادة رئيسين ومقاتلين متمرسين
الآخرين الذين يظهرون في وسائل الإعلام العالمية ينتمون إليه» .وتشير هذه العملية إلى «قدرة
والإقليمية مسؤولون عن الفروع الإقليمية، التنظيم على شن هجمات بارزة وإعطاء الأولوية
ويتشاورون على الأرجح عبر فريق قيادي موزع في
لجهود إعادة تشكيل صفوفه المتضائلة».
شأن توجه الجماعة. ومن الآليات الأساسية التي يستخدمها «داعش»
وذكر بالتهديد المستمر المتمثل في «حركة الشباب» لتهديد الغرب هي وسائله الإعلامية ،فحتى مع
التي تعد «الأغنى والأكثر فتكاً من بين فروع انخفاض قدراته الإعلامية مقارنة بسنواته الأولى،
«القاعدة» ،حيث تسيطر على أجزاء كبيرة من يتمثل تهديد التنظيم للولايات المتحدة والغرب في
106